عندما يصبح الحلم واقعاً نعيش فيه وحقيقة نستمد منها ذواتنا ووجودنا نكون قد وضعنا أول خطوة في طريق النجاح و تحقيق الذات.
بدأت قصتنا في 2014 عندما قررنا أنا و زوجي استكمال مسيرتنا الدراسية بعد انقطاع دام أكثر من 14 سنة عن الدراسة، بسبب الانغماس في العمل وأمور الحياة والعائلة، فكان قراراً مشتركاً يحتاج لإدارة وتصميم وتشجيع للبدء من جديد كطالب التحق بتعليمه الجامعي: ليكمل ما حلم به على مدار سنوات طويلة وأن يحافظ على دوره كأب و راعي اسرة.
لقد كانت الجامعة العربية المفتوحة وجهتنا الأولى لنستطيع العمل والدراسة معاً، وكان تخصص الأدب الإنجليزي اختيار زوجي الوحيد الذي طالما حلم أن يغوص فيه، ويبحر في أعماق الأعمال الأدبية ونظريات النقد. لقد أكمل برنامج البكالوريوس بتقدير امتياز، وكان الأول على الدفعة.
لقد التحق من جديد في برنامج الماجستير في الادب الانجليزي وفي سنوات الدراسة أعطته الجامعة العربية المفتوحة شرف المساعدة في التدريس فيها مما زاد من حبه وتعلقه في هذا التخصص .
وأثناء استكمال عملية التسجيل وتحضير الاوراق كان حلماً جديدا قد بدأ يظهر ، لقد تم معادلة شهادتي الثانوية الصادرة من سوريا لثانوية أردنية بعد عام كاملاً من الانتظار وبدأت مشواري في عام 2017 بعد انقطاع دام قرابة 14 عاماً عن مقاعد الدراسة، وكانت خطوة أخرى نحو تحقيق الذات وانطلقنا أنا وزوجي من جديد في نفس الجامعة لنعيش حياة الطلبة.
مما زاد الأمر بهجة، أنني وجدت في تخصص التربية الخاصة ( صعوبات التعلم ) ما أطمح إليه في الوقوف مع ذوي الأحتياجات الخاصة وأولئك الذين وصفهم المجتمع بصعوبات التعلم، لأستخرج الكنز من داخلهم واحافظ على دورهم الفعال في المجتمع .
إنني الآن في السنة الرابعة ومازال اسمي على لوحة الشرف، ولم يكن الأمر سهلاً ولكن متعة التخصص وصحبة الكتب واستشارة الطبقة المفكرة في جامعتي ساعدتني أن أثبت اسمي على جدار لوحة الشرف على مدار سنوات الدراسة .
نحن الآن نقطف ثمار جهدنا، ومذاقها اللذيذ ينسينا كل التعب وليالي السهر ، يداً بيد نصنع المستحيل ولا وجود لليأس مع الطموح والإصرار .
شكراً للجامعة العربية المفتوحة